حي في قلوبنا بصفاته و شمائله صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير . صلى الله عليه وسلم ، أبيض مليح الوجه . كان صلى الله عليه وسلم ، مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين ، كث اللحية ، تعلوه حُمرة ، جمته إلى شحمة أذنيه ، (كث اللحية : كثير الشعر) (جمته : شعره( . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الوجه ، .كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنـار وجهه ، حتى كأن وجهه قطعة قمر و كأن الشمس تجري في وجهه. كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً ، كان صلى الله عليه و سلم أكحل العينين وليس بأكحل . وعن عائشة قالت" : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لهواته ، إنما كان ضحكه التبسم ."( لهواته : أقصى حلقه) . وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر ، وعليه حلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن من القمر . ( إضحيان : مضيئة مقمرة) . ومن أحسن من قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*** ثمال اليتامي عصمة للأرامل .
عذرا رسول الله إن قصرت***في وصف فإن جمالكم لن يوصفا
جاءت قديما ذرة من نوركم*** قد جمّل الرحمـن منهـا يوسفـا
والله لو جدّ العباقر كلهم في*** وصف أفضال لكم لـن يعرفـا
والله لو ماء البحار بجمعها*** كان المداد لوصف أحمد ما كفـى
والله لو قلم الزمان من البداية*** للنهاية ظل يكتب مـا اكتفـى
والله لو قبر النبي تفجـرت*** أنـواره للبـدر ولّـي واختفـي
تكفيه لقيا في السموات العلا*** وبحضرة الرب الجليل تشرفـا
قال الشاعر أبو رواحة عبدالله بن عيسى اليمني :
هذا رسول الله يبدو فـي الدنيــا***شمساً تضئ لسائر الأكوان
فهو الذي كان الختام لرسلنـــا***كختام مسك فاح في البلدان
ذو الصورة البيضاء والوجه الذي***أضحى لنا قمراً بكل مكان
وإذا لمست الكف قلت : حريرة***من لينة كالزبد في فنجــــان
وإذا سمعت كلامه مترسلاً***يصل القلوب يهز كل جنان
وجوامع الكلم البليغ أحاطتها*** إذا أنها فاقت لكل بيان
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ ***مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ*** إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ*** فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ ***.منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً*** يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً***وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ