المحاضرة الثامنة.. جوانب من الحياة الفكرية بالزاوية التجانية بقمار ( ج4)

تابع ( الجزء الرابع )

والخليفة الشيخ سيدي محمد حمه الذي كان من أبرز مدرسي الفقه المالكي بالزاوية، وغيرهم من العلماء والفقهاء والصلحاء الذين لا يمكن ذكرهم جميعا لكثرتهم.

02 : علوم اللغة العربية: حظيت علوم اللغة العربية بعناية كبيرة بالزاوية التجانية بڤمار، لما لها من صلة بعلوم الشريعة، فالنحو والصرف والشعر والبلاغة والعروض، كلها تساعد على فهم العلوم الشرعية، وتوضيح مقاصد الشريعة، وهذا ما يقوي صلة العلوم الشرعية باللغة العربية، ويؤكد الارتباط الكبير بينهما، وقد أحاط علماء الزاوية التجانية بڤمار علوم اللغة العربية وآدابها إحاطة تامة، ورعوها رعاية خاصة، من حيث التدريس والتأليف والإنتاج الأدبي، وقد اشتهر بالزاوية الكثير من الأدباء والشعراء نذكر منهم على سبيل المثال:

الشاعر الأديب محمد الصالح بن الخوصى (ت1346ﻫ/ 1927م) الذي ترك الكثير من القصائد، منها قصيدة يمدح فيها القطب المكتوم الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ، يقول في بعض أبياتها

أهدي سلاما مكرر °° مدى الزمان يدور
وما نبتت نجوم °° من الليالي تسير
وما تلألأ شمس °° ولاح بدر منير
ان رمت فوزا بصدق °° وينا عنك العسير
فأقصد جناب التجاني °° غوث همام شهير
فالله أعطاه قدرا °° جل الكريم القدير (22)

ومنهم أيضا الفقيه الشاعر محمد بن بلقاسم الزبيري، الشهير بسي محمد البُرية( 1869-1945م) الذي قضى عمره ناشرا للعلم بزاويتي ڤمار وتماسين، وكانت له مراسلات أدبية وفقهية مع العديد من العلماء والفقهاء بتونس، خصوصا مفتي الديار التونسية الشيخ البشير النيفر، من قصائده، قصيدة نونية يمدح بها سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقول فيها:

أخفي الهوى وتذيعه اجفاني °° والشوق من ألم الجفا أفناني
ما العشق الا الموت مر طعمه °° فاحذر اخي وقيت شر سناني
ما لم تكن في حب من من أجله °° شرف الدنيا المصطفى العدناني
صلى الله عليه جل جلاله °° ما غرد القمري على الأغصان
فهناك تحمد في التفاني في الهوى °° وتنل بها زلفى لدى الرحمن
وتنل شفاعة خير من وطىء الثرى °° عرب وعجم انسهم الجان

يتبع في الجزء الخامس

بارك الله فيك